**أسواق المال العالمية- تقلبات الأسهم وارتفاعات مفاجئة في باريس**

شهدت بورصة باريس إنجازًا تاريخيًا، حيث تجاوزت عتبة الـ 7000 نقطة للمرة الأولى، مدفوعة بسياسات بنكية مركزية أكثر مرونة من التوقعات ونتائج أعمال الشركات المبهجة.
وفي تمام الساعة 09:35، قفز مؤشر "كاك 40" بنسبة 0.41% ليصل إلى 7016.12 نقطة، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا عند 7018.31 نقطة، ليتخطى بذلك المستوى القياسي الذي سجله يوم الخميس الماضي.
أما فيما يتعلق بالأسهم الأوروبية، فقد حافظت على استقرارها النسبي بعد بلوغها أعلى مستوياتها في الجلسات السابقة، حيث طغى تأثير تراجعات أسهم قطاعي الطاقة والمواد على تلاشي المخاوف المتعلقة بتشديد السياسات النقدية عالميًا.
وبحلول الساعة 08:15 بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 0.05%، مسجلًا بذلك ارتفاعه للجلسة السابعة على التوالي.
في المقابل، انخفض مؤشر قطاع المواد الأساسية الأوروبي بنسبة 0.2% جراء المخاوف بشأن اللوائح الصينية المتعلقة بفحم الكوك، بينما تراجعت أسهم النفط بنسبة 0.9%.
يُذكر أن مؤشر ستوكس 600 قد سجل ارتفاعات متتالية في الجلسات الأربع الماضية، مدعومًا بأداء قوي لأرباح الشركات، مع إحجام البنوك المركزية الكبرى حول العالم عن اتخاذ خطوات مفاجئة فيما يخص رفع أسعار الفائدة.
وقد سجل المؤشر مكاسب تقدر بنحو 1.6%، محققًا بذلك أسبوعه الخامس على التوالي من الارتفاع.
على صعيد آخر، تراجعت الأسهم اليابانية، متأثرة بالشكوك حيال توقعات الشركات المحلية، في حين حققت أسهم قطاع التكنولوجيا مكاسب مستوحاة من صعود مؤشر ناسداك، وهو ما قلل من حدة الخسائر.
وانخفض مؤشر نيكاي بنسبة 0.61% ليغلق عند 29611.57 نقطة، بعد ارتفاعه بنسبة 0.15% في وقت سابق من الجلسة، وذلك عقب إغلاق قوي للمؤشرات الأمريكية الرئيسية. كما هبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 0.69% إلى 2041.42 نقطة.
وخلال الأسبوع، صعد مؤشر "نيكاي" بنسبة 2.49%، في حين ارتفع مؤشر "توبكس" بنسبة 2.01%، مسجلين بذلك ارتفاعهما للأسبوع الثاني على التوالي.
وتراجع سهم شركة "تويوتا موتور" بنسبة 1.36% بعد تحذير الشركة المصنعة للسيارات من أن النقص العالمي في أشباه الموصلات لا يزال يشكل تهديدًا لخططها السنوية للإنتاج.
كما انخفض سهم شركة "دايكن إندستريز" المصنعة لمكيفات الهواء بنسبة 2.64%، بينما هبط سهم "تيرومو" للأجهزة الطبية بنسبة 5.42%، ليتصدرا قائمة الخاسرين على مؤشر نيكاي بعد أن جاءت توقعاتهما أقل من توقعات السوق.
وانخفض سهم "سوفت بنك" المشغلة لخدمات الهواتف المحمولة بنسبة 4.84% بعد تراجع صافي أرباحها نصف السنوية بنسبة 2.5% بسبب خفض رسوم الهواتف.
في المقابل، ارتفعت أسهم قطاع التكنولوجيا، حيث زاد سهم "كونامي هولدنجز" المصنعة للألعاب بنسبة 4.45%، بينما ارتفع سهم شركة الهواتف كيه.دي.دي.آي 0.08%.
وفي الأسهم الأمريكية، شهد سهم شركة "موديرنا" الأمريكية لصناعة الأدوية انخفاضًا ملحوظًا بنحو 8.5% في تعاملات ما قبل السوق، وذلك بعد إعلان منافستها "فايزر" أن عقارها "باكسلوفيد" المضاد لفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، قد أسهم في خفض معدلات دخول المستشفيات والوفيات للمرضى المعرضين لمخاطر صحية كبيرة بنسبة تصل إلى 89%.
وأعلنت شركة "فايزر" أنها "لم تعد تستقبل مرضى جدد في التجارب السريرية للعقار المضاد لفيروس كورونا، نظرًا لفاعليته الهائلة"، مشيرة إلى أنها تعتزم تقديم نتائج التجارب إلى الهيئات التنظيمية للحصول على إذن بالاستخدام الطارئ في أقرب وقت ممكن.
وتشير وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن تراجع سهم "موديرنا" قد يؤدي إلى فقدانها مكانتها كأفضل الشركات أداءً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا في بورصة نيويورك.
كما انخفض سهم شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "بيونتيك" بنحو 8.4%، في حين تراجع سهم شركة "نوفافكس" بنحو 5.9%.
وشهد سهم شركة ميرك، التي حصل عقارها المضاد لفيروس كورونا على موافقة الهيئات التنظيمية في وقت سابق، انخفاضًا بنحو 9.3%.
في المقابل، ارتفع سهم "فايزر" بنحو 13% في التعاملات المبكرة. كما تراجع سهم شركة التكنولوجيا الحيوية "إيمرجنت بيو سوليوشن" بنسبة 15% في التعاملات المبكرة بعد إنهاء شراكة استمرت لسنوات مع حكومة الولايات المتحدة لتخصيص القدرة التصنيعية لمواجهة تهديدات الصحة العامة والأوبئة.
إلى ذلك، تكبدت أسهم شركة "فارتا إيه جي" الألمانية لصناعة البطاريات خسائر فادحة، حيث فقدت أكثر من خُمس قيمتها، وذلك بعد تقليلها لتوقعات النمو في ظل الأزمة التي تشهدها سلاسل التوريد.
وأوضحت شركة "فارتا"، والتي تقوم بتصنيع مكونات سماعات أبل آيربودز، أن "مشكلات سلسلة التوريد للعملاء والتأخير في بدء المشاريع الجديدة في الربع الثالث قد أدت إلى انخفاض نمو الإيرادات"، حيث يتوقع محللون احتمالية توقف الشركة عن التصنيع.
وتشير وكالة "بلومبيرج" للأنباء إلى أن أسهم الشركة الألمانية قد تراجعت بأكثر من 20%، مسجلة بذلك أكبر انخفاض لها منذ ما يزيد عن عام.
علاوة على ذلك، فقد أصابت توقعات النمو للشركة لعامي 2022 و2023 المحللين بخيبة أمل كبيرة.
وكتب فلوريان تريش، المحلل في مجموعة "أودو" للخدمات المالية، في مذكرة: "سيكون من الصعب الآن على "فارتا" إقناع المستثمرين بقصة نموها"، مشيرًا إلى أن بيان الشركة يمثل "ضربة قوية للقصة ومصداقية الإدارة".
وفي القارة الأفريقية، ارتفعت أسعار أسهم شركة "إم تي إن جروب" للاتصالات في جوهانسبرج بعد اقترابها خطوة نحو الحصول على تصريح لتشغيل الخدمات المالية عبر المحمول في نيجيريا، الدولة الأفريقية الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
وقفزت قيمة أكبر شركة اتصالات لاسلكية في أفريقيا بنسبة 19%، وارتفعت أسهمها بنسبة 7.13% بحلول الساعة 11 صباحًا بالتوقيت المحلي، مسجلة بذلك أكبر نسبة منذ عام 2015. وذكر مؤشر "بلومبيرج" العالمي للاتصالات أن الشركة قد حققت أفضل أداء بين الشركات لهذا العام.
وقد منح البنك المركزي في نيجيريا الشركة موافقة مبدئية، وستعمل الآن على الحصول على الموافقة النهائية، وفقًا لبيان صدر يوم أمس.
وتتوسع شركات "إم تي إن" و"إيرتل أفريكا" وغيرها من الشركات الأفريقية المنافسة بشكل مكثف في تقديم خدمات الدفع عبر الهاتف المحمول، مستغلة انخفاض تكلفة خدمات الإنترنت عبر المحمول وجذب مئات الملايين من العملاء المحتملين ممن لا يتمكنون من الوصول إلى الخدمات البنكية التقليدية.
وتُعد نيجيريا وإثيوبيا من أكبر الأسواق التي لم تصدر بعد الموافقة التنظيمية للخدمات، بيد أنهما قد أشارتا إلى رغبتهما في إصدار هذه الموافقة.
وعلى الصعيد العربي، انخفض الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة طفيفة بلغت 0.3%، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2114.7 نقطة.
وبلغ المتوسط اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع المنصرم حوالي 6.5 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 5.8 مليون دينار أردني في الأسبوع الذي سبقه، مسجلًا بذلك نسبة ارتفاع قدرها 12.1%، في حين بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي ما يقارب 25.8 مليون دينار أردني، مقارنة بـ 28.8 مليون دينار للأسبوع الذي سبقه.
أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع الماضي، فقد بلغت 23.2 مليون سهم، تم تنفيذها من خلال 14628 صفقة.